منذ 4 أيام
الصمت هو استسلام
هآرتس
بقلم: أسرة التحرير 8/8/2025
انعقد الكابينت السياسي الأمني أول من أمس كي يبحث في توسيع إضافي للحرب في غزة، حلقة أخرى في سلسلة متواصلة، لا بد أنها ستلقى وصفا خاصا بها. الأسماء تتغير لكن المعزوفة تبقى: احتلال، تدمير والنقل القسري لعشرات آلاف الفلسطينيين. جنود آخرون سيضحى بهم على المذبح، وما تبقى من مخطوفين إسرائيليين سيضيعون. حكومة نتنياهو حولت هؤلاء وأولئك أيضا إلى ضرر جانبي. اضافة اعلان
أمام هذا الكابوس، الذي تحركه اعتبارات شخصية ومسيحانية، لا يمكن للمرء أن يبقى غير مكترث. محظور الصمت. هكذا تصرف اكثر من 2000 فنان ومثقف وقعوا على عريضة دعت الى وقف الحرب و "وقف الفظائع في غزة". هذه مرآة جماهيرية مهمة، حتى لو كان كثيرون في إسرائيل يفضلون تحطيمها أو إشاحة نظرهم إلى مطارح أخرى.
إن إعلان المثقفين يعبر عن حقيقة إنسانية أساسية، تسعى الحكومة لان تسكتها: محظور المس بالأبرياء. وعليه فلا ينبغي التسليم بـ "قتل أطفال وغير مشاركين، تجويع، طرد سكان وتدمير عديم الجدوى لمدن غزة". محظور السماح لأوامر غير قانونية ومحظور إطاعتها، كما أشارت العريضة إلى الأمر المسلم به. لكن ليس في إسرائيل تحت حكم نتنياهو.
منذ نشره تجري حملة إسكات منهاجية ضد الموقعين على العريضة. يشارك فيها وزراء في الحكومة وسياسيون خارجها. معاونون في وسائل الإعلام، نشطاء يمين متطرف ومثقفون آخرون. كما أن رؤساء المدن والمجالس أعلنوا انهم لن يدعوا فنانين وقعوا على العريضة بزعم أنهم "يحرضون ضد جنود الجيش الإسرائيلي". مرة أخرى يتبين أن في إسرائيل الحالية، في المجال الذي بين يئير لبيد ويوآف الياسي ("الظل") لا يسمح إلا بإطلاق صوت واحد. جوقة موحدة من الإجماع الكاذب.
ان الضغط على موقعي العريضة نجح بشكل جزئي فقط. بعض من الموقعين (اساف امدورسكي، الون اولارتشك) لم يصمدوا أمام حملة الضغوط والتهديدات، وتراجعوا. في حالة اولارتشك كان تنكره العلني مجديا حين أعيد عرضه الذي كان الغي في أعقاب تنكره. ثمة في ذلك ما يدل على قوة الرقابة، الرسمية وغير الرسمية بل أيضا على خيار الأفراد للتعاون معها.
أمام الإسكات محظور التراجع. الخطة التي يعمل عليها نتنياهو ستؤدي إلى تدمير كامل لقطاع غزة – وللاساسات الأخلاقية لدولة إسرائيل. في معارضتهم للحرب وجرائمها انضم مثقفون الى أصوات مشابهة في الأكاديمية وأجهزة أخرى، وحتى في أوساط الجنود أنفسهم. كل هذه ضرورية في بلورة بديل في عبادة الموت التي تتبناها الحكومة.
الآن بالذات بعد أيام كثيرة جدا من قتل غير مسبوق وحين تكون إسرائيل على مسافة خطوة عن التدهور إلى حرب أبدية، واجب على كل إنسان في إسرائيل أن يطلق صوتا واضحا ضدها. الصمت هو استسلام.